جاري التحميل الآن

وفاة ميمي الشربيني.. وداعًا أسطورة التعليق العربي

الشربيني

وفاة ميمي الشربيني.. توفى المعلق الشهير ميمي الشربيني عن عمر ناهز الـ83 عامًا، بعد مسيرة حافلة من الإنجازات الفريدة في مجال التعليق الرياضي.

وفيما يلي يستعرض “موقع الكبسولة نيوز“، أبرز محطات أسطورة التعليق الرياضي في مصر والوطن العربي.

وفاة ميمي الشربيني

الشربيني

ميمي الشربيني وُلِد في 20 يناير 1942، وبذلك يكون قد أتم 83 عامًا في عام 2025.

كرة القدم هي فن يجمع بين العديد من المشاعر المتناقضة، من الفرح والحزن، إلى الغضب والحب، وكل تلك اللحظات المفعمة بالعواطف تخلق مزيجًا فنيًا يشبه إلى حد كبير المشهد المسرحي.

وفي هذا العالم الساحر، يبقى المعلق الرياضي هو العنصر الذي يمنح هذا الفن بعدًا آخر، فهو الذي يضيف لبهجة المباراة رونقًا خاصًا، ويجعل من كل لحظة تمر على أرض الملعب حدثًا لا يُنسى.

لكن لا يمكن الحديث عن المعلقين في كرة القدم دون أن نذكر اسم ميمي الشربيني، الذي فرض نفسه كواحد من أبرز معلقين الكرة في تاريخ مصر.

منذ بداية مشواره، قدم ميمي الشربيني أسلوبًا فنيًا مميزًا في التعليق على المباريات، ما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب عشاق كرة القدم.

فالشربيني لم يكن مجرد معلق عادي، بل كان فنانًا يستطيع أن يلتقط مشاعر الجمهور ويعبر عنها بكلماتٍ تحمل كل معاني الإثارة والدهشة.

ويستخدم في تعليقاته مصطلحات جعلت من كل مباراة مسرحية فنية، حيث كان يعلق بطريقة تجعل المتابعين يعيشون المباراة بكل تفاصيلها، من لحظات الإثارة إلى لحظات الحزن.

وتعد الكلمات الشهيرة التي ارتبطت باسم ميمي الشربيني، مثل “من مواليد منطقة الجزاء”، و”مارادونا يا جماعة مارادونا”، وغيرها من المصطلحات المميزة التي أضافت نكهة خاصة للتعليق، جعلت الشربيني لا يُنسى في ذاكرة الأجيال التي استمتعت بتعليقاته على المباريات.

فكل كلمة كان ينطق بها، تحمل في طياتها لمحة من حبه وولعه باللعبة، فضلًا عن معرفته الواسعة بكل تفاصيل المباريات واللاعبين.

لم يكن الشربيني مجرد معلق، بل كان مدرسًا في فنون التعليق الرياضي.

كانت تحضيراته تبدأ قبل المباراة بأيام، حيث كان يجمع كافة المعلومات عن اللاعبين والفرق، ليقدم للجمهور تفاصيل دقيقة ومعمقة تزيد من متعة متابعة المباراة.

ولم يكن المعلق يكتفي فقط بنقل أحداث المباراة، بل كان يخلق حالة من التفاعل بين الجمهور والمباراة من خلال تعليقاته المستمرة، وأسلوبه الذي يجذب الانتباه.

ومنذ أن بدأ مشواره في عالم التعليق في أوائل السبعينات، استطاع ميمي الشربيني أن يحجز له مكانًا في قلوب المشاهدين، بعد أن أبهر الجميع بصوته المميز وأسلوبه الفريد.

وقد صرح الشربيني في عدة مقابلات أنه كان يستلهم من المعلقين الكبار مثل محمود بدر الدين، وأن حبه للتعليق بدأ منذ كان شابًا صغيرًا وهو يستمع لتلك الأصوات الرائعة التي تحكي عن المباريات.

الحديث عن ميمي الشربيني لا يتوقف عند حدود المعلق المبدع فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل تأثيره الكبير على جيل كامل من متابعي كرة القدم.

فهو من أسهم في تطوير فن التعليق الرياضي في مصر، وزرع في قلوب الكثيرين حبًا كبيرًا لهذا الفن. وحتى اليوم، لا يزال صوته يرن في آذان الكثيرين، يتذكرونه بكل حب واعتزاز، ويقدرون كل لحظة أضافها لمباريات كرة القدم المصرية.

وفي الختام، يظل ميمي الشربيني رمزًا فنيًا في عالم التعليق الرياضي، وقد أثبت من خلال مسيرته الطويلة أن التعليق على المباريات لا يقتصر فقط على نقل الأحداث، بل هو فن له أسس وفلسفة، ومن خلاله يمكن أن يتحول أي لقاء رياضي إلى حدث يستحق أن يُحتفل به ويُذكر على مر الزمن.