الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. تشهد الساحة الاقتصادية العالمية توترًا متزايدًا بين الولايات المتحدة والصين، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، في ظل التصعيد المتبادل للإجراءات التجارية.
فمع إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فرض رسوم جمركية جديدة على السلع الصينية، ورد بكين بخطوات مماثلة، تتجه الحرب التجارية نحو تصعيد قد يعيد تشكيل النظام الاقتصادي العالمي.
اقرأ أيضًا: لقاء ترامب ونتنياهو في ظل لحظة حرجة في الشرق الأوسط.. ماذا يحمل؟
الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، و10% على السلع الصينية، متهمًا الصين بعدم اتخاذ خطوات كافية للحد من تدفق المواد الكيميائية الممنوعة، مثل عقار الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
وفي رد فعل سريع، فرضت الصين تعريفات جمركية على واردات الغاز الطبيعي والفحم والنفط الخام ومعدات المزارع الأمريكية، بالإضافة إلى تقديم دعوى قضائية ضد شركة “جوجل” بتهمة الاحتكار.
كما شملت الإجراءات الصينية تعريفات إضافية على صادرات السيارات الأمريكية وفرض رسوم بنسبة 10% على واردات الطاقة من كندا.
العجز التجاري الأمريكي في تصاعد مستمر
تُظهر البيانات الاقتصادية أن العجز التجاري الأمريكي مع الصين بلغ 279.4 مليار دولار، بينما سجل العجز مع المكسيك 152.4 مليار دولار، ومع كندا 67.9 مليار دولار. وتمثل هذه الدول 40% من إجمالي الواردات الأمريكية، التي بلغت 3.1 تريليون دولار في 2024.
رغم محاولات ترامب لخفض العجز التجاري عبر فرض الرسوم الجمركية، فإن تأثير هذه السياسة قد يكون عكسيًا، مع ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة وزيادة نسب التضخم داخل الولايات المتحدة.
التأثير العالمي للحرب التجارية
وأظهرت الدراسات الاقتصادية أن التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين يؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل واسع:
- الولايات المتحدة والصين: خسارة 1.4% من الناتج القومي لكل منهما.
- أوروبا: تراجع الناتج القومي بنسبة 1.6%.
- كندا: انخفاض الناتج القومي بنسبة 2.6%.
- المكسيك: خسارة 3% من ناتجها القومي.
كما ارتفعت معدلات التضخم الأمريكية بنسبة 0.7%، مما دفع البنك الفيدرالي الأمريكي إلى رفع أسعار الفائدة، وهو ما قد يؤدي إلى إضعاف سوق العمل على المدى الطويل.
هل تستفيد مصر من الحرب التجارية؟
وسط هذه الاضطرابات، يرى الخبراء أن مصر قد تستفيد من التوتر الأمريكي الصيني من خلال تعزيز الاستثمارات الأجنبية، خاصة من الشركات الصينية التي تبحث عن أسواق جديدة لتجنب التعريفات الأمريكية.
أبرز الفرص الاقتصادية لمصر:
- تحويل مصر إلى مركز صناعي عالمي للصناعات الصينية، مما يوفر فرص عمل جديدة ويعزز النمو الاقتصادي.
- قطاع السجاد والمشغولات اليدوية المصرية لديه فرصة كبيرة للاستفادة من الاتفاقيات التجارية مثل الكويز والنظام المعمم للمزايا، ما يمنحها ميزة تنافسية في السوق الأمريكي.
- ارتفاع تكلفة الأحذية الصينية في أمريكا بسبب الرسوم الجمركية قد يمنح مصر فرصة لتصدير المنتجات الجلدية بأسعار تنافسية.
مستقبل الحرب التجارية: هل يتجه العالم نحو نظام اقتصادي جديد؟
مع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل التجارة الدولية، فرغم التصريحات المتشددة من الطرفين، يتوقع بعض الخبراء أن يتم التوصل إلى تسويات جديدة بعد مفاوضات طويلة، خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية الداخلية في كلا البلدين.
في النهاية، تبقى التشابكات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين عاملاً معقدًا يجعل من الصعب لأي منهما فرض هيمنته بشكل كامل.
وبينما تسعى أمريكا لإعادة التوازن التجاري، تحاول الصين استخدام استراتيجيات جديدة مثل خفض سعر اليوان وزيادة استثماراتها الخارجية للالتفاف على السياسات الأمريكية.
الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لم تعد مجرد نزاع اقتصادي، بل أصبحت معركة استراتيجية تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل.
ومع استمرار تصاعد التوترات، سيظل العالم يراقب كيف ستتطور هذه المواجهة، وهل ستؤدي إلى إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي؟
موضوعات ذات صلة..
ترامب في أسبوعه الثاني.. قرارات مثيرة للجدل وتوترات سياسية متصاعدة
تعليق واحد