ترامب يفاوض سكان جرينلاند.. في خطوة تعكس تصاعد التنافس الجيوسياسي على منطقة القطب الشمالي، عاد ملف جزيرة جرينلاند ليتصدر عناوين الأخبار العالمية مجددًا، بعدما كشفت تقارير أمريكية عن مفاوضات يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهدف إلى ضم الجزيرة الواقعة تحت السيادة الدنماركية إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر خطة غير تقليدية تعتمد على الحوافز الاقتصادية والدبلوماسية الناعمة بدلاً من القوة العسكرية.
اقرأ أيضًا: أول اتصال بين ترامب وبوتين بعد سنوات.. هل يشهد العالم تحولات جديدة؟
ترامب يفاوض سكان جرينلاند
الجزيرة، التي تعتبر الأكبر في العالم بمساحة تفوق 2.1 مليون كيلومتر مربع، يسكنها ما يقرب من 57 ألف نسمة فقط، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا مغريًا للولايات المتحدة، خاصة في ظل موقعها الجغرافي الحيوي وغناها بالثروات الطبيعية مثل النفط، والذهب، واليورانيوم، والمعادن النادرة.
وفقًا لتقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن خطة ترامب لا تعتمد على أساليب تقليدية، بل تمثّل مزيجًا من التأثير الإعلامي، والتحفيز المالي، والتقارب الثقافي، حيث اقترحت إدارته تقديم دعم مالي مباشر يصل إلى 10,000 دولار سنويًا لكل فرد من سكان الجزيرة، وهي حزمة تفوق بكثير المساعدات السنوية التي توفرها الحكومة الدنماركية والتي تقدر بنحو 600 مليون دولار إجمالًا.
الدنمارك ترفض.. وسكان غرينلاند منقسمون
التحركات الأمريكية أثارت ردود فعل غاضبة من كوبنهاغن، حيث وصفت رئيسة وزراء الدنمارك، ميت فريدريكسن، هذه المحاولات بأنها “غير مقبولة”، مؤكدة أن “شعب غرينلاند وحده من يقرر مصيره”.
أما داخل الجزيرة، فالرأي العام لا يزال متباينًا؛ حيث تميل بعض القوى السياسية إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، لكن نسبة تأييد فكرة الانفصال عن الدنمارك لم تتجاوز 25% في الاستطلاعات الأخيرة، في حين يواصل معظم السكان دعم الوضع القائم.
لماذا تسعى أمريكا للسيطرة على جرينلاند؟
الاهتمام الأمريكي بجرينلاند لا يأتي فقط من دوافع اقتصادية، بل أيضًا من أهداف استراتيجية وعسكرية. فالجزيرة تمثل نقطة ارتكاز مهمة في شمال الأطلسي، وتحتضن بالفعل قاعدة “ثول الجوية” التابعة للقوات الأمريكية، وهي إحدى أبرز منشآت الرادار المبكر.
ومع التغيرات المناخية، أصبحت المنطقة أكثر قابلية للاستثمار والنقل البحري، ما يمنح غرينلاند أهمية متزايدة في الصراع الدولي على القطب الشمالي.
لا يزال من غير الواضح إلى أين ستتجه هذه المبادرة الأمريكية.
فبينما يواصل ترامب وفريقه السعي لكسب قلوب سكان الجزيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسرديات “الإرث المشترك” مع سكان ألاسكا، تبقى المعوقات المناخية والسياسية حاضرة بقوة.
ويبقى العامل الأهم هو المزاج الشعبي في غرينلاند، الذي سيحسم في النهاية مصير هذه المبادرة التاريخية.
موضوعات ذات صلة..
الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. صراع جديد يغير الاقتصاد العالمي
تعليق واحد