في مساء يوم الثلاثاء المقبل، الموافق 9 يناير 2025، يفتتح جاليري ضي الزمالك، تحت إشراف الناقد التشكيلي هشام قنديل، معرضًا فنيًا بعنوان “ذاكرة المكان” للفنان الكبير الدكتور محمد الناصر.
ويستمر المعرض حتى 28 يناير الجاري، ويعد فرصة فنية مميزة للاستمتاع بجماليات الحياة المصرية المعبّرة عن الوجوه والأماكن عبر 40 لوحة فنية تمثل مختلف مراحل تجربة الفنان.
اقرأ أيضًا: “اليهود في تاريخ الحضارات الأولى”.. تفاصيل الكتاب الذي يفضح أكاذيب تاريخية حول اليهود
مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية
ويتضمن المعرض أعمالًا فنية متنوعة تعكس ذاكرة الفنان للمكان والوجوه، حيث استخدم الفنان محمد الناصر تقنيات متعددة لتعكس تفاصيل دقيقة من الحياة اليومية، تجمع بين الواقعية والانطباعية، وتضفي على اللوحات بعدًا إنسانيًا فريدًا.
الفنان الناصر هو واحد من أبرز النقاد في الحركة التشكيلية المصرية، وله تاريخ طويل في عرض أعماله في معارض فردية وجماعية في مصر والعالم العربي.
إبداع في تفاصيل الحياة اليومية
وقد وصف الناقد الكبير الراحل عز الدين نجيب تجربة محمد الناصر بأنها من أهم التجارب الفنية التي أخرجت الفن من التقليدية، حيث اختار الناصر أن يسير عكس تيار جيله الذي تأثر بالحداثة الغربية.
إن أسلوب الناصر الفني يقوم على خلق جمالية خاصة بالبيئة المصرية، معتمدًا على تفاصيل الحياة اليومية البسيطة، مثل معالم العمارة، والأزياء، وروح الشوارع والأسواق.
لوحات الناصر تتسم بنبض الحياة الإنسانية عبر الأضواء، الألوان، والحركة التي تنبعث من تفاصيل الوجوه والمشاهد.
تقنية “الكتلة” و”الفراغ”
أحد أبرز سمات أعمال الناصر هو تعامله مع التفاصيل الدقيقة للأشياء، سواء في رسم الوجوه أو المناظر الطبيعية.
ويعتمد الناصر على تقنيات خاصة تجعل تفاصيل الوجوه والأيدي وثنيات الملابس تتداخل مع الكتل الرئيسية للوحة، مما يخلق توازنًا فنيًا بين التفاصيل والهيكل الأساسي للعمل الفني.
كما يستغل الفنان الضوء في تشكيل اللوحات ليخلق تأثيرات ملمسية وفضاءات متناغمة بين الأضواء والظلال، ليضيف عمقًا وجمالًا للعمل الفني.
لوحات “البورتريه” والمجتمع المصري
ما يميز المعرض بشكل خاص هو تقديمه للعديد من “البورتريهات” لوجوه شخصيات أدبية وفنية وسياسية معروفة عبر الأجيال.
تلك الأعمال تتميز بدقة في رسم الملامح وإحساس فني خاص يظهر من خلال لمسة انطباعية لونية، تعكس الحضور الشخصي لهذه الوجوه.
كما يعكس الناصر في لوحاته تأثره الكبير بالمجتمع المصري بكل طبقاته، إذ يصوّر الفتيات والسيدات من طبقات اجتماعية مرفهة، إضافة إلى مشاهد لمواطنين من الطبقات الشعبية، مما يجعل أعماله تلامس وجدان المجتمع بكل تنوعه.
رسالة فنية وشعرية مبتكرة
الفنان محمد الناصر لم يقتصر على نقل الواقع فقط، بل سعى إلى خلق علاقة بين الجزء والمحيط، ليقدم تجربة فنية توائم بين الرسم الصحفي والفن التشكيلي.
وعُرف الناصر ببراعته في استكشاف الجماليات المميزة لمدن مصر ومعالمها التاريخية، سواء في أحياء القاهرة القديمة أو المناطق الصحراوية، حيث تتناغم الإيقاعات الخطية مع الضوء في أفق لوحاته.
موضوعات ذات صلة..
الذكاء الاصطناعي في الإعلام.. كتاب جديد للكاتب خالد الشربيني بمعرض الكتاب 2025
تعليق واحد