شم النسيم 2025.. يُعد عيد شم النسيم واحدًا من أقدم وأعرق الأعياد في التاريخ المصري، إذ يمتد تاريخه إلى أكثر من خمسة آلاف عام، منذ عصر الفراعنة وحتى يومنا هذا.
ورغم تغير الحقب وتعدد الحضارات التي مرت على مصر، ظل هذا العيد محتفظًا بمكانته الخاصة لدى المصريين، كاحتفال يجمع بين الأجواء الربيعية والطقوس التراثية المتوارثة.
اقرأ أيضًا: أفلام عيد الفطر 2025.. كوميديا وإثارة في انتظارك (القائمة الكاملة)
شم النسيم 2025
يرجع أصل التسمية إلى الكلمة الفرعونية القديمة “شمو”، وهي تعني عيد الحصاد أو بداية الربيع، وكان “شمو” يُحتفل به في موسم الاعتدال الربيعي، حيث يتساوى الليل مع النهار، ويُعد بداية جديدة للحياة والطبيعة، بحسب المعتقدات الفرعونية.
ومع مرور الزمن، أضيفت كلمة “النسيم” إلى الاسم، إشارة إلى الطقس المعتدل ونسيم الهواء الجميل الذي يميز هذا الوقت من العام.
عيد متجذر في الحضارة الفرعونية
وفقًا لمجدي شاكر، كبير الأثريين، فإن عيد شم النسيم يُعتبر من الأعياد القليلة التي ظلت قائمة رغم تغير الديانات والحكام، حيث كان من ضمن 168 عيدًا يحتفل بها الفراعنة، لكنه الوحيد الذي استمر حتى اليوم.
كان يُعتقد أن يوم شم النسيم هو يوم بعث الحياة وتجددها، بل ويُنظر إليه باعتباره بداية خلق العالم.
وكان المصريون القدماء يحتفلون بهذا العيد أمام الأهرامات، حيث كانت الشمس في ذلك اليوم تميل نحو قمة الهرم الأكبر وتبدو وكأنها تجلس فوقه، وهي ظاهرة نادرة تمثل رمزًا للبعث والخلود.
طقوس شم النسيم في مصر القديمة
تميزت طقوس هذا اليوم بأطعمة ورموز ذات دلالات عميقة، مثل:
- السمك المملح: وهو من هدايا نهر النيل بعد الفيضان.
- البصل: رمز لطرد الأرواح الشريرة والحماية.
- الخس: اعتُبر نباتًا مقدسًا لدى الفراعنة.
- البيض الملون: كان يُوضع في سلال ويُعلق على الأشجار لتشرق عليه الشمس، اعتقادًا منهم أن أمنياتهم ستتحقق.
شم النسيم عبر الأديان والعصور
عند خروج بني إسرائيل من مصر، تزامن ذلك مع احتفالات المصريين بشم النسيم، ما دفعهم لتبني الاحتفال تحت اسم “عيد الفصح”. وفي المسيحية، ارتبط شم النسيم بـ”عيد القيامة” ويُحتفل به بعد الصوم الكبير.
ومع دخول الإسلام، استمر المصريون في الاحتفال به كعادة شعبية، وشارك الخلفاء الفاطميون والسلاطين في الاحتفال به، خاصة بجانب نهر النيل.
شم النسيم في العصر الحديث
حتى يومنا هذا، لا يزال شم النسيم يحتفظ بطقوسه التقليدية التي يحبها المصريون، حيث يخرجون إلى الحدائق والمتنزهات، ويتناولون الفسيخ والبصل والبيض، ويحتفلون بنسمات الربيع، تمامًا كما فعل أجدادهم منذ آلاف السنين. و
قد وصف المستشرق “إدوارد وليم لين” هذه العادة خلال زيارته لمصر عام 1834، مؤكداً أنها من أصدق مظاهر الاحتفال الشعبي بالحياة والطبيعة.
موضوعات ذات صلة..
موعد إجازة شم النسيم 2025 وتفاصيل الاحتفال به وأشهر أكلاته في مصر