عودة الضبع المرقط لمصر.. في واقعة نادرة ومثيرة للجدل، تم توثيق ظهور ضبع مرقط في جنوب محافظة البحر الأحمر، مصر، بعد غياب دام لأكثر من 5000 عام.
هذه الحادثة أثارت دهشة الباحثين وعلماء البيئة، حيث أن هذا النوع من الضباع لم يُرصد في مصر منذ زمن بعيد.
الدكتور عبد الله ناجي، الباحث البيئي في كليتي علوم الأزهر بالقاهرة وأسيوط، لم يصدق الأمر عندما تلقى مقطع فيديو يوثق ظهور الضبع، حيث قال: “لقد سألت زميلي، هل أنت متأكد من أنك في مصر؟ لأن هذا النوع لم يُرصد هنا منذ آلاف السنين.”
عودة الضبع المرقط لمصر
بحسب تحليل الباحثين، فإن العوامل البيئية قد تكون السبب الرئيسي في ظهور الضبع المرقط في هذه المنطقة.
حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية أن المنطقة شهدت موسمًا مطريًا غير معتاد، مما أدى إلى زيادة النباتات ووفرة الغذاء للحيوانات العاشبة، مثل الغزلان، التي تُعد مصدرًا غذائيًا رئيسيًا للضباع.
الضبع المرقط: مفترس ذكي وقادر على التكيف
يُعرف الضبع المرقط بكونه أحد أذكى الحيوانات المفترسة، حيث يتمتع بقدرة فائقة على حل المشكلات والتكيف مع البيئات المختلفة.
تقول كريستين ويلكينسون، عالمة البيئة بجامعة كاليفورنيا: “لا شيء يمكن أن يفاجئني بشأن الضباع، إنها حيوانات مرنة للغاية ويمكنها العيش في أي بيئة تقريبًا.”
هل يعود الضبع المرقط للعيش في مصر؟
رغم أن ظهور هذا الضبع قد يكون مجرد حالة فردية، إلا أن التغيرات البيئية المستمرة قد تجعل هذه الظاهرة أكثر شيوعًا في المستقبل.
ومع ذلك، فإن الصراع بين البشر والضباع يشكل تهديدًا لاستمرار تواجدها، حيث يتم قتلها عادة لحماية الماشية.
التعايش بين البشر والضباع: تجربة من إثيوبيا
في مدينة هرر الإثيوبية، تعيش الضباع المرقطة بسلام مع البشر، حيث يقوم السكان المحليون بإطعامها وحتى تقديسها، مما يشير إلى إمكانية وجود نموذج للتعايش السلمي بين الإنسان والحيوان.
عودة الضبع المرقط إلى مصر قد تكون مؤشرًا على تغيرات بيئية كبرى، لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة البشر على التعايش مع هذا المفترس القوي.
هل يمكن أن يصبح الضبع جزءًا من البيئة المصرية مجددًا؟ أم أن الصراع المستمر مع الإنسان سيؤدي إلى اختفائه مجددًا؟
تعليق واحد