أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصريحات مثيرة للجدل بشأن قناة السويس، مؤكدًا أن “الولايات المتحدة الأمريكية كانت السبب في وجود القناة”، في تناقض صريح مع الحقائق التاريخية المعروفة.
قناة السويس
فقد أثبتت المصادر أن فكرة الربط بين البحرين الأبيض والأحمر تعود لعصر سنوسرت الثالث من الأسرة الثانية عشرة الفرعونية، في محاولة لتعزيز التجارة وتسهيل حركة المواصلات بين الشرق والغرب.
تصريحات ترامب لم تمر مرور الكرام، بل أثارت عاصفة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، ودفع الكثيرين للتساؤل
هل ما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق مجرد انفعال عابر، أم أن له أبعادًا وخلفيات سياسية تهدف للضغط على مصر؟
قناة الـسويس.. محور عالمي تحت ضغط جيوسياسي
في سياق متصل، كانت لجنة الشحن البحري الفيدرالية الأمريكية قد أعلنت منذ أسابيع عن فتح تحقيق بشأن نقاط الاختناق في الممرات البحرية العالمية، مشيرة إلى أن ضيق قـناة السويس ومسارها الأحادي يتسبب في تأخير حركة الشحن، ويجعل القناة عرضة للمخاطر الجيوسياسية مثل تهديدات الحوثيين وأزمة غزة ومخاطر القرصنة.
قناة بنما في مرمى التصريحات
لم تقتصر التصريحات الأمريكية على قناة السويس فقط، بل امتدت أيضًا إلى قناة بنما. شدد ترامب على أهمية استعادة السيطرة عليها، مؤكدًا دورها الحاسم في المصالح الاستراتيجية الأمريكية.
كما حذرت مؤسسات تمويل أمريكية من تأثير أي اضطرابات في قناة بنما على حركة التجارة العالمية.
ردود فعل مصرية قوية
على صعيد الردود المصرية، سارع علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك بالتعليق عبر حسابه على منصة “إكس”، قائلا بسخرية: “يجب دفع الرسوم زيك زي غيرك”، موجهًا حديثه لترامب بلهجة حادة طالبته فيها بالكف عن “الهرتلة”.
أما النائب مصطفى بكري، فقد رد بقوة عبر تدوينة قال فيها: “ترامب يحتاج لقراءة التاريخ جيدًا”، مؤكدًا أن قنـاة السويس حُفرت بجهود المصريين بين عامي 1859 و1869، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة منشغلة بحربها الأهلية.
بكري وصف تصريحات ترامب بأنها “ابتزاز صريح وبلطجة دولية”، موضحًا أن القناة مملوكة بالكامل لمصر، وتخضع لسيادتها بموجب المواثيق الدولية.
كما ربط بكري هذه التصريحات بالموقف المصري الحازم من القضية الفلسطينية، معتبرًا إياها محاولة أمريكية للضغط على مصر ومعاقبتها على مواقفها الوطنية المستقلة.
مصر تدافع عن سيادتها
وأكد مصطفى بكري أن مصر لن تقبل أي وصاية على قناة السـويس أو غيرها من مقدراتها، داعيًا إلى تحرك دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي للتصدي لأي محاولات تمس السيادة المصرية.
تبقى قناة السـويس رمزًا للتاريخ المصري وركيزة مهمة في حركة التجارة العالمية، وأي محاولة للمساس بها ستقابل برد قوي على كافة المستويات.
موضوعات ذات صلة..