لقاء ترامب ونتنياهو.. في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات شديدة ومفاوضات معقدة للحفاظ على الهدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تلقيه دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة البيت الأبيض في واشنطن الأسبوع المقبل.
تأتي هذه الزيارة في توقيت حرج حيث يسعى المفاوضون للحفاظ على الوقف المؤقت لإطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد أسابيع من القتال العنيف الذي خلف الكثير من الخسائر الإنسانية والدمار.
ماذا يحمل لقاء ترامب ونتنياهو؟
وبينما لم يُحدد التاريخ الدقيق للزيارة، أكد مكتب نتنياهو أن اللقاء سيعقد في الرابع من فبراير 2025، وهو ما لم يتناقض مع تصريح المسؤولين في البيت الأبيض الذين أوضحوا أن التفاصيل المتعلقة بالموعد ستتبع قريبًا بمجرد الانتهاء من ترتيباتها.
وبهذه الدعوة، يصبح نتنياهو أول زعيم أجنبي يزور البيت الأبيض منذ تنصيب ترامب في يناير 2025.
دوافع اللقاء: التحديات المشتركة في المنطقة
في رسالته الموجهة إلى نتنياهو، عبر ترامب عن تطلعه لمناقشة “كيفية جلب السلام إلى إسرائيل وجيرانها” وكذلك “الجهود المبذولة لمواجهة خصومهم المشتركين”.
وهذه التصريحات تشير إلى استمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في قضاياها الأمنية، خاصة في مواجهة حماس وإيران.
منذ صيف 2024، كانت العلاقات بين ترامب ونتنياهو في حالة من التقارب المستمر، حيث كان ترامب قد أبدى دعمه العلني لإسرائيل، ومنها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف ب المرتفعات الجولان كأراض إسرائيلية.
التحديات الحالية: هدنة غزة ومرحلة جديدة من المفاوضات
على الرغم من أجواء التفاؤل التي سادت بشأن الهدنة الحالية التي بدأت في 19 يناير 2025، إلا أن المفاوضات لا تزال تشهد تحديات كبيرة.
إسرائيل وحماس يواصلان التفاوض حول تمديد وقف إطلاق النار ودور الأمم المتحدة في ضمان استدامته. وقد أعرب ترامب عن دعمه الكامل لمواصلة الضغط على إيران وتنفيذ المزيد من الإجراءات ضدها، بما في ذلك فرض عقوبات اقتصادية.
العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: استمرار التعاون الأمني
أحد المحاور الرئيسية في زيارة نتنياهو لترامب سيكون التعاون العسكري بين البلدين. فإسرائيل تعتبر أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية، ومن المتوقع أن يناقش ترامب مع نتنياهو المزيد من الصفقات العسكرية التي ستعزز قدرة إسرائيل الدفاعية في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن يضغط نتنياهو على ترامب لزيادة الضغط على إيران وتفعيل الضغط الدولي ضد طهران.
ومن جهة أخرى، يسعى نتنياهو أيضًا إلى ضغط ترامب على السلطة الفلسطينية ودول الجوار مصر والأردن لتحقيق نتائج أفضل في المفاوضات المتعلقة بالمفاوضات الخاصة بـ غزة.
التطورات المستقبلية: هل تؤثر الزيارة على السلام الإقليمي؟
مع توالي الزيارات والمفاوضات، يبقى السؤال: هل ستساهم هذه الزيارة في تحقيق السلام في المنطقة أم ستزيد من تعقيد التوترات القائمة؟ تتزايد التوقعات بأن ترامب ونتنياهو سيبحثان حلولًا طويلة الأمد حول تطبيع العلاقات بين إسرائيل و دول الخليج، كما قد يكون هناك احتمالات لتوسيع التعاون الأمني في مواجهة التهديدات الإيرانية.
وفي النهاية، الزيارة تمثل مرحلة جديدة من التعاون بين الولايات المتحدة و إسرائيل، وربما قد تكون لها تداعيات كبيرة على مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية في إطار السياق الإقليمي الراهن.
2 comments