الأزمة السياسية في لبنان تلقي بظلالها الثقيلة على البلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في عام 2022.
ومع استمرار حالة الفراغ الرئاسي لأكثر من عامين، تصدّر قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف خليل عون، قائمة المرشحين الأبرز لرئاسة الجمهورية.
اقرأ أيضًا: فيروس HMPV القاتل يجتاح الصين.. هل نحن أمام جائحة جديدة بعد كورونا؟
من هو جوزيف عون؟
العماد جوزيف خليل عون شخصية عسكرية بارزة تتمتع بسجل طويل من الإنجازات في خدمة المؤسسة العسكرية اللبنانية.
- النشأة والتعليم:
وُلد في 10 يناير 1964 في بلدة “سن الفيل” الواقعة ضمن قضاء المتن بمحافظة جبل لبنان. نشأ في بيئة لبنانية تقليدية، وظهرت ميوله العسكرية منذ صغره. - المسيرة العسكرية:
التحق بالكلية الحربية اللبنانية في عام 1983، وبرز كأحد أفضل التلاميذ الضباط، وتخرج في عام 1985 برتبة ملازم أول.- شارك في دورات عسكرية متقدمة داخل لبنان وخارجه، منها دورات تدريبية مرموقة في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، حيث اكتسب خبرة واسعة في التكتيكات العسكرية الحديثة.
- تولى قيادة اللواء التاسع، المعروف بفعاليته الميدانية، مما عزز سمعته كقائد ميداني استثنائي.
- في عام 2013، رُقِّي إلى رتبة “عميد ركن”، وبعد أربع سنوات فقط، تم تعيينه قائداً للجيش اللبناني في 8 مارس 2017.
- اللغات والمواهب الشخصية:
يجيد العماد جوزيف عون ثلاث لغات: العربية، الإنجليزية، والفرنسية، مما يجعله قادراً على التواصل مع الأطراف الدولية بفاعلية. - الحياة الشخصية:
متزوج من السيدة نعمت نعمة، وله منها ولدان: خليل ونور، ويُعرف بتمسكه بالقيم العائلية.
جلسة البرلمان الأخيرة
انعقد البرلمان اللبناني اليوم، الخميس 9 يناير 2025، في محاولة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية.
وحصل العماد جوزيف عون على 71 صوتًا خلال الجولة الأولى من التصويت، وهو رقم يعكس دعماً سياسياً واسعاً، لكنه لم يكن كافياً لتجاوز حاجز الثلثين المطلوب للفوز في الدورة الأولى (86 صوتاً من أصل 128).
الجلسة شهدت كالعادة جدالات حادة بين النواب، إلا أن العماد عون لا يزال المرشح الأوفر حظاً في ظل دعم داخلي وإقليمي متزايد.
ويُتوقع أن يُعقد البرلمان جولة ثانية خلال الأيام المقبلة، حيث تنخفض الأغلبية المطلوبة إلى 65 صوتاً.
أهمية ترشيح جوزيف خليل عون
ترشيح جوزيف عون يحظى بزخم كبير لأسباب عدة:
- الخبرة العسكرية: قيادته للجيش في أصعب الظروف جعلته رمزاً للاستقرار، خصوصاً خلال فترة الاحتجاجات الشعبية والأزمات الاقتصادية التي شهدتها البلاد منذ عام 2019.
- التوازن السياسي: يتمتع عون بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف السياسية في لبنان، مما يجعله مرشحاً توافقياً.
- الدعم الدولي: يحظى بقبول من قوى إقليمية ودولية، خاصة مع دوره البارز في الحفاظ على حيادية الجيش وسط التوترات السياسية.
تاريخ قادة الجيش في رئاسة لبنان
في حال انتخابه، سيصبح العماد جوزيف خليل عون خامس قائد للجيش يتولى منصب رئيس الجمهورية اللبنانية، والرابع على التوالي، بعد ميشال سليمان وإميل لحود وميشال عون.
هذا التقليد يعكس ثقة اللبنانيين في المؤسسة العسكرية كضامن للوحدة الوطنية والاستقرار في ظل الأزمات السياسية المتكررة.
التحديات أمام جوزيف عون
رغم الدعم الكبير الذي يحظى به، يواجه العماد عون تحديات كبرى أبرزها:
- استمرار الانقسام السياسي في البرلمان.
- تصاعد الأزمات الاقتصادية التي تضغط على الشارع اللبناني.
- معارضة بعض الأطراف التي ترى أن انتخاب شخصية عسكرية يكرّس هيمنة الجيش على السياسة.
هل يُنهي العماد جوزيف عون أزمة الشغور الرئاسي؟
العماد جوزيف عون هو المرشح الأكثر توافقاً والأقرب لتولي رئاسة الجمهورية اللبنانية.
ومع انعقاد الجلسة القادمة، تتجه الأنظار إلى البرلمان اللبناني لحسم هذا الملف الشائك، في خطوة يأمل اللبنانيون أن تكون بداية لاستعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي.
موضوعات ذات صلة..
