جاري التحميل الآن

من هو نواف سلام؟.. رئيس وزراء لبنان الجديد في ضوء التحديات السياسية والإقليمية

نواف سلام

من هو نواف سلام؟.. في تطور سياسي لافت، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية عن تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة بعد أن أيده 85 نائبًا من أصل 128 في الاستشارات النيابية.

وقد أتى هذا التعيين بعد تصاعد الضغوط السياسية، في ظل الأزمة السياسية التي مر بها لبنان، لتشكل هذه الخطوة مرحلة جديدة في الساحة السياسية اللبنانية.

اقرأ أيضًا: فيروس HMPV القاتل يجتاح الصين.. هل نحن أمام جائحة جديدة بعد كورونا؟

من هو نواف سلام؟.. من القاضي إلى رئيس الحكومة

نواف سلام

نواف سلام، الذي ولد في 15 ديسمبر 1953، هو شخصية لبنانية بارزة، جمع بين الخبرات القانونية والدبلوماسية. شغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث تم انتخابه في فبراير الماضي.

وقبل ذلك، عمل سلام سفيرًا للبنان في الأمم المتحدة بين عامي 2007 و2017، مما جعله شخصية معروفة دوليًا.

كما تميز بعمله الأكاديمي، حيث كان أستاذًا في العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة السوربون الفرنسية، وكذلك في الجامعة الأمريكية في بيروت.

هذه الخبرات المتنوعة جعلت من نواف سلام خيارًا مناسبًا لمنصب رئيس الوزراء، حيث يُعتبر بعيدًا عن الطبقة التقليدية السياسية في لبنان التي تتهم بالفساد والمحاصصة السياسية.

ويُعتقد أن سلام، بفضل خلفيته القانونية والدبلوماسية، يمتلك القدرة على إحداث تغيير جذري في النظام السياسي اللبناني، بعيدًا عن القوى التقليدية مثل حزب الله وحلفائه.

رفض حزب الله وغضب إسرائيل: التحديات التي يواجهها سلام

من أبرز التحديات التي ستواجه حكومة نواف سلام هو رفض حزب الله، الذي امتنعت كتلته عن دعم ترشيحه في الاستشارات النيابية.

حزب الله كان يفضل استمرار نجيب ميقاتي في منصب رئيس الحكومة، لكن سلام حصل على دعم من قوى سياسية أخرى، مما يعكس حالة الانقسام السياسي في لبنان.

وهذا التحدي يعكس صراعًا مستمرًا حول السيطرة على السياسة اللبنانية في ظل وجود قوى إقليمية ودولية ذات مصالح متناقضة.

ومن جهة أخرى، فإن سلام، بصفته رئيسًا لمحكمة العدل الدولية، قد يكون قد أثار غضب إسرائيل، خاصة بعد القرار الذي أصدرته المحكمة في يوليو الماضي، الذي اعتبر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية “غير قانوني”، وهو ما قوبل بانتقادات حادة من قبل المسؤولين الإسرائيليين.

السلاح غير الشرعي في لبنان: التحدي الأكبر أمام حكومة سلام

في ظل الوضع السياسي المعقد في لبنان، يعد ملف السلاح غير الشرعي من أبرز الملفات التي قد تواجه حكومة نواف سلام.

حزب الله، الذي يمتلك ترسانة من الأسلحة التي يعتبرها جزءًا من “المقاومة”، يواجه الآن تحديًا حقيقيًا بعد انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبنان، الذي أعلن عن عزمه على أن يكون حق حمل السلاح مقتصرًا على الدولة اللبنانية فقط.

وهذا التوجه يثير القلق في صفوف حزب الله، الذي يرى في سلاحه جزءًا من استراتيجيته العسكرية والسياسية.

تتعدد القضايا المحورية التي تركز عليها حكومة نواف سلام، من بينها تنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، والتي تشمل التزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الجنوب اللبناني.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه سلام التحدي الأكبر في وضع حد لانتشار السلاح غير الشرعي في لبنان، وهو أمر يعوق الاستقرار السياسي ويضر بصورة لبنان على الصعيدين الإقليمي والدولي.

نواف سلام يمثل رمزًا للأمل في تغيير النظام السياسي في لبنان، ومن خلال خلفيته القانونية والدبلوماسية، وعلاقاته الدولية الواسعة، يمتلك سلام القدرة على أن يكون رائدًا في إعادة بناء الدولة اللبنانية.

ومع ذلك، فإن التحديات التي يواجهها، خاصة فيما يتعلق بملف السلاح غير الشرعي والمواقف الإقليمية، ستحدد مصير حكومته ومدى قدرتها على إصلاح الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان.

موضوعات ذات صلة..

من هو جوزيف عون؟.. القائد العسكري المرشح الأقرب لرئاسة لبنان في ظل أزمة ممتدة