جاري التحميل الآن

105 أعوام على ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي.. الصوت الباكي وكروان التلاوة

المنشاوي

في مثل هذا اليوم 20 يناير 1920م، وُلد أحد أعظم أصوات التلاوة في تاريخ العالم الإسلامي، الشيخ محمد صديق المنشاوي.

ولد في قرية المنشاة بمحافظة سوهاج في مصر، وأصبح أحد أبرز علماء التلاوة في العصر الحديث، حتى أن صوته أصبح رمزًا للقرآن الكريم وعذبًا في أذن كل مستمع.

يمتاز صوته بالمسحة الحزينة التي تنبع من عمق الإحساس في كل آية يتلوها، مما جعله يُلقب بـ”الصوت الباكي” و”كروان دولة التلاوة”.

اقرأ أيضًا: أذكار النوم: سبب في غفران الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر

معلومات عن كروان التلاوة

المنشاوي

نشأته وتعلمه

ينتمي الشيخ محمد صديق المنشاوي إلى أسرة قرآنية عريقة، فوالده الشيخ صديق المنشاوي كان من كبار قراء القرآن في مصر، وكان جده أيضًا من علماء التلاوة.

نشأ الشيخ في بيئة حافلة بالمحفزات الروحية والتربوية التي ساعدته على شق طريقه نحو التميز في فن التلاوة.

بدأ الشيخ تعلم القرآن منذ سن مبكرة، فانتقل إلى القاهرة وهو في السابعة من عمره برفقة عمه الشيخ أحمد المنشاوي، حيث بدأ حفظ ربع القرآن الكريم.

وفي سن الثامنة، أكمل حفظ القرآن كاملاً في الكتاب على يد الشيخ محمد النمكي، ثم درس القراءات العشر على يد الشيخ محمد سعودي في سن الثانية عشرة، ليحصل على إجازة في القراءات.

بداية ظهوره في عالم التلاوة

في عمر الحادية عشرة، كانت أولى تجاربه في تلاوة القرآن في قرية أبار الملك بمحافظة سوهاج، حيث قرأ أمام جمهور صغير، وهو ما أثار إعجاب المستمعين.

ورغم صغر سنه، تلقى الشيخ أجرًا من تلاوته بلغ 10 قروش، ليبدأ بذلك مشواره نحو الشهرة. تميز الشيخ محمد صديق المنشاوي بصوته العذب وتقنيته العالية في تلاوة القرآن، وهو ما أكسبه شهرة واسعة في مصر والعالم الإسلامي.

رفضه للإذاعة والقبول القسري

على الرغم من موهبته الكبيرة، رفض المنشاوي الانضمام إلى الإذاعة المصرية في البداية، مبررًا رفضه بأنه لا يحتاج إلى شهرتها.

إلا أن إدارة الإذاعة لم تستسلم، وفي عام 1953، قامت الإذاعة المصرية بنقل معداتها إلى مكان إقامته في قرية إسنا لتسجيل تلاوته، وهو ما أذهل الشيخ المنشاوي وجعل السلطات تتدخل حتى يقبل بالإذاعة.

وهكذا أصبح المنشاوي أول قارئ يتم اعتماده في الإذاعة دون أن يخضع لاختبارات.

إنجازاته وتكريماته

حقق الشيخ محمد صديق المنشاوي العديد من الإنجازات طوال مسيرته، فكانت تلاواته تجذب الأنظار من كل أنحاء العالم. سجل القرآن الكريم كاملاً في ختمة مرتلة، كما سجل أكثر من 150 تلاوة للإذاعة المصرية.

واعتادت إذاعة القرآن الكريم على بث تلاوته في أول أيام رمضان، وقت أذان المغرب. لم تقتصر إنجازاته على المستوى المحلي فقط، بل نال أيضًا العديد من التكريمات الدولية، حيث منح وسام الاستحقاق من إندونيسيا وسوريا، وتم بناء مسجد باسمه في منطقة عين شمس.

حياته الشخصية ووفاته

تزوج الشيخ محمد صديق المنشاوي مرتين، وأنجب العديد من الأبناء الذين حرص على تعليمهم القرآن الكريم.

إلا أن حياته لم تكن خالية من التحديات، حيث أصيب بمرض دوالي المريء في عام 1966، لكن رغم نصائح الأطباء بعدم الإجهاد، استمر في تلاوة القرآن.

توفي الشيخ محمد صديق المنشاوي في 20 يونيو 1969م، قبل أن يسافر للعلاج على نفقة الدولة.

اليوم، وبعد مرور 105 أعوام على ميلاده، لا يزال صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي حيًا في قلوب محبيه، ويعد من أعظم القراء في تاريخ الأمة الإسلامية.

موضوعات ذات صلة..

الخشوع في الصلاة.. نصائح هامة لتحقيقه في خطوات بسيطة